أيُّ لحافٍ يسعُ تقَلباتك..
وكلُّ ما في الأمر أنك نبضُ الوجع
أما زلتَ حيا؟
..
...
لا تُجدي مع الضِّيقِ سعةُ صدرٍ
رشحَ كلَّ رذاذٍ عاطِس..
حبَّتان تفوران..
حبتان نضاختان في كأس
نصفه مِلءُ مرارة
والآخرُ رجمٌ بالفراغ
على يساري إله جامد،
ينظرُ لشفاهي الخاسرة
يحتْمي بي في عُمقي ولا يفعل شيئا
في هذيان الحرارة_الحامية
أحلمُ بصيدلية السُّوق
أحسُبُ درجاتِ السُّلم واحدة واحدة
جريا-
كأني أرغب في تجاوز عتبة هذا الجسد
خروجا منه بلا عودة
نحو خلاء الخلاء
إني رأسٌ ينفطرْ
فمالي كلما تعثرتُ أقعُ
كأني وحدي خُلقتُ عليلا
يعتلُّ الصدرُ فيَّ
فأطرِّزُه بصوتٍ مبحوحْ
أنادي فيضيعُ اللهاثْ
في موسيقى السُّعال
أستغيثُ صارخا
لعل أحدا يسمعُ
بعيداً
الملاءة وأنا
أنا والتلفُّعُ
الدواةُ
وقارورةٌ خضراء
يكرهُها ذوقي
حبتان بيضوانِ
واحدةٌ تفور أتجرَّعُها فوْرا
وأغمضُ عيني
أهشُّ بالأخرى دفعةً بريقٍ جارف
ويمْضي لساني يَعُضُّ الليمون
يغصُّ نغْص حُلقوم بهيم
وفي حنجرتي سقمٌ
يتكسَّرُ كجليد الزُّجاج
أنا مغطوسٌ في سقر
أيُّ المَرايا تراني
أيها الدُّوار المختلفُ الاتجاهات
أرسُ قليلا على شاطئ واحد
فإني ألفظُ ما تبقى من معْيٍ غليظ
فإني البحرُ
أصبُّ غضبي والأحشاء
كلُّها جميعا سبايا مُفرغةٌ نحو الخلاءْ
ويكادُ السكرانُ فيَّ يُلاعبُ رجليْن
تزيغانِ عنْ سِكة المدلول
أرتجُّ بلا دلالات
كأني مقصٌّ
إذا الرأسُ انشقت
وتشققَ شقائق النُّعمان من وجهي
أنا الوجع الأحمرُ
يَسري هذياني برجْفة البَرد
دثروني
إن الكون متعبٌ
يعرقُ إرهاقا من ثَنْي المفاصل
إذا الرأسُ انشقت
فصَلاتي آهات
وتوجُّعي نُسُكٌ
يقرفُ حُنجرتي سعالٌ جاف
كأنه مصبوغ
بلون الحِداد
ولا ينتهي لقَرارهِ
اللهاثُ
آهاتٌ
آهاتٌ
أهاتٌ
كأن هذا الجسدَ ليسَ لِي